للمرة الأولى في تاريخ كرة القدم الإسبانية أصبح مديرو الكرة على نفس القدر من الأهمية التي يحظى بها اللاعبون والمدربون حيث يشتعل الصراع على منصب مدير الكرة بين الأندية التي بدأ بعضها محاولات خطف بعض من يشغلون هذا المنصب في أندية أخرى.
وتحول منصب مدير الكرة إلى تقليد متبع في الأندية الإسبانية على مدار العشرين عاماً الماضية، وهو ما شكل إزعاجاً للمدربين في هذه الأندية بعد أن فقدوا سلطاتهم في عملية شراء وبيع اللاعبين من أجل بناء فرقهم.
وانتشر هذا التقليد في معظم الأندية الإسبانية منذ حقبة الثمانينيات من القرن الماضي، إذ بدأ رؤساء الأندية في تعيين مديرين للكرة يكون لهم صلاحية اختيار المدربين وشراء وبيع اللاعبين.
وعلى سبيل المثال يتمتع ت.................كي بيغريشتين مدير الكرة في نادي برشلونة ونظيره في ريال مدريد بيديا مياتوفيتش بصلاحيات وسلطات أكبر من تلك التي يتمتع بها الهولندي فرانك ريكارد المدير الفني لبرشلونة، والإيطالي فابيو كابيلو المدير الفني لريال مدريد.
وبدلاً من اقتصار الصراع بين الأندية على اللاعبين والتعاقد مع أبرز النجوم داخل المستطيل الأخضر، وأفضل المدربين خارج الخطوط امتد الصراع ليشمل مديري الكرة أيضاً حيث يبدو أن فالنسيا وإشبيليه سيقضيان هذا الصيف في الصراع على مونتشي أحد أبرز، وأنجح من شغل هذا المنصب في الأندية الإسبانية.
وحرس مونتشي مرمى إشبيليه في التسعينيات من القرن الماضي، ونجح من خلال عمله في الآونة الأخيرة كمدير للكرة بنفس الفريق في تكوين شهرة ومكانة كبيرة له في هذا المنصب بعد أن ساعد النادي كثيراً في شراء نجوم بارزين بمقابل مادي رائع.
وكان من أبرز النجوم الذين ساهم مونتشي في انتقالهم إلى صفوف إشبيليه كل من البرازيلي جوليو بابتيستا، ودانييل ألفيس، وريناتو، وأدريانو وألكسندر كيرزاكوف، والمهاجم المالي فريدريك كانوتيه.
ونجح مونتشي بالتعاون مع خوسيه دل نيدو رئيس النادي وخوان دي راموس المدير الفني للفريق في أن يصبح "المهندس" الذي بنى أكثر الفرق نجاحاً في تاريخ نادي إشبيليه حيث فاز الفريق بلقب كأس الاتحاد الأوروبي في آخر موسمين كما ما زالت الفرصة سانحة أمامه للمنافسة على لقبي الدوري والكأس في إسبانيا.
والحقيقة أن مونتشي حقق نجاحاً باهراً رغم الميزانية المتواضعة التي وضعها النادي للتعاقدات مع لاعبين جدد مما دفع العديد من الأندية حالياً ترغب في التعاقد مع مونتشي.
وذكرت صحيفة "سبورت" الإسبانية الرياضية في موقعها على الانترنت الأربعاء أن خوان سولير رئيس نادي فالنسيا يحرص بشدة على خطف مونتشي من إشبيليه. مضيفة أن سولير يحرص أيضاً على التخلص من الإيطالي أميديو كاربوني الذي يشغل حالياً منصب مدير الكرة في ناديه، وذلك بعد عام واحد من توليه هذا المنصب.
وقبل عام واحد رفض دل نيدو زيادة راتب مونتشي رغم أن الأخير كان قريباً من الانتقال لنادي ريكرياتيفو هويلفا بعد صعود الأخير إلى دوري الدرجة الأولى في إسبانيا مطلع هذا الموسم، ولكن دل نيدو أدرك في الوقت المناسب وعرف الآن أهمية مونتشي لناديه، وقدم إليه عقداً جديداً براتب أكبر.
ورغم ذلك فإن سولير يبدو مستعداً لتقديم عقد إلى مونتشي بضعف هذا الراتب مع منحه كافة الصلاحيات والسماح له باختيار المدير الفني الجديد للفريق ليحل مكان المدرب الحالي كويكي سانشيز فلوريس.