أوقف الاتحاد السعودي لكرة القدم كل نشاطاته بمناسبة عيد الأضحى، وذلك اعتبارا من الخامس من شهر ذي الحجة الجاري، كعادته كل عام؛ ليتيح لمنسوبيه فرصة قضاء العيد مع ذويهم، ومراعاة لتفرغ معظم القطاعات الحكومية المسخرة لخدمة الحجيج في هذه الفترة بما فيها التلفزيون السعودي وقطاعات الأمن التي كانت تتولى حفظ الأمن في الملاعب.وجاءت فترة التوقف التي تستمر عدة أيام لتتيح لفرق مسابقة الدوري الممتاز فرصة التقاط الأنفاس وتنظيم الأوضاع ومراجعة الحسابات، التي أفرزتها مباريات الدور الأول، ودفعت بعض الفرق المتقدمة وجذبت البعض الآخر لقاع الجدول.وأجمع كل مسؤولي الفرق السعودية الـ12 التي تلعب في الدوري الممتاز على أن التوقف سيكون مواتيا لإعادة ترتيب الأوراق، ومعالجة الثغرات التي كشفتها الجولات الماضية، خصوصا أن تلاحق المباريات في المرحلة السابقة لم يعط الأجهزة الفنية فرصة لإدخال ما تراه من تعديلات على تكتيكات فرقها بهدف تحسين أوضاعها وزيادة فرصتها في المنافسة، أو على الأقل تجنب مطبات التهديد بالهبوط لدوري الدرجة الأولى.وانقسمت فرق المسابقة على ضوء عروضها ونتائجها إلى ثلاثة مستويات، تحمل فرق الاتحاد والهلال والشباب والوحدة لواء المقدمة، وتشغل فرق النصر والاتفاق والأهلي والحزم الثاني الوسط، بينما تتذيل فرق الوطني ونجران والطائي والقادسية جدول المسابقة.ويتصدر الاتحاد جدول البطولة برصيد 25 نقطة من أصل 12 مباراة، حقق الفوز في 7 منها، وتعادل في أربعة، ونال هزيمة يتيمة فقط، وسجل 23 هدفا، واستقبلت شباكه 10 أهداف، وهو يعد صاحب أحد أفضل خطوط الهجوم في المسابقة، وتبدو حظوظه كبيرة في المنافسة بقوة على لقب المسابقة إذا نجح في إعادة ترتيب أوراقه، خصوصا بعد إقالة مدربه البوسني سليم خليلوفيتش وتسلم البرازيلي ستيفن سواريس مهمة الإشراف الفني عليه؛ لكنه سيجد منافسة ضارية من مطارديه الشباب والهلال صاحبي المركزين الثاني والثالث على التوالي برصيد 22 و20 نقطة.تألق شبابي في المقابل جمع الشباب نقاطه الـ22 من 12 مباراة حقق الفوز في 6 منها، والتعادل في 4 مقابل خسارتين، وقد سجل هجومه 20 هدفا مقابل 14 هزت شباكه، فيما تبدو حظوظ الهلال أكبر بالقبض على اللقب بالنظر إلى أنه جمع 20 نقطة من 9 مباريات، وبالتالي فإن فوزه في مبارياته المؤجلة سيدفعه للمركز الأول بارتياح.وسجل الهلال 19 هدفا، واستقبلت شباكه 6 أهداف، وهو يمتلك أفضل خطوط الدفاع في المسابقة بوجود محترف برازيلي من طراز رفيع في خط ظهره هو مارسيللو تفاريس الذي يقضي موسمه الخامس على التوالي مع الفريق، وبوجود الحارس الأول في آسيا وعميد لاعبي العالم سابقا محمد الدعيع بين أخشاب مرماه.وبعيدا عن ثلاثي المقدمة، فإن الوحدة صاحب المركز الرابع برصيد 19 نقطة يمتلك أيضا حظوظا، لكنها ليست بقوة حظوظ الثلاثي السابق، فقد جمع نقاطه من 10 مباريات فاز في 6 منها، وتعادل في واحدة وخسر ثلاثا، وسجل 20 هدفا ما جعله صاحب أفضل ثاني خط هجوم في المسابقة مشاركة مع الشباب، فيما استقبلت شباكه 11 هدفا.واللافت أن الفرق الأربعة السابقة تمتلك حراسا يعدون الأفضل على مستوى الساحة المحلية حاليا، مشاركة مع حارس الأهلي الدولي ياسر المسيليم، ففي الاتحاد استعاد الدولي تيسير آل نتيف كثيرا من بريقه، وعاد من جديد للمنتخب السعودي الأول، وفي الهلال هناك الدعيع، وفي الشباب الحارس الأول للمنتخب الأولمبي السعودي وليد عبد الله، وفي الوحدة الحارس الثاني للمنتخب الأول عساف القرني.وبعيدا عن فرق المستوى الأول فإن فرق الطابق الثاني التي تشكل فرق الوسط تبدو مرتاحة تماما من التفكير في التهديد بالهبوط، لكنها ستجد صعوبة كبيرة وليست مستحيلة في المنافسة على اللقب، على الرغم من أن الإمكانية والحسابات النظرية تبقي الأمور مفتوحة على كل الاحتمالات.ويعد النصر أفضل وأقوى فرق المستوى الثاني، فهو يمتلك 19 نقطة من 12 مباراة فاز في 5 منها، وتعادل في 4 وخسر 3، وسجل 19 هدفا واستقبلت شباكه 16، وهي حصيلة كبيرة تلزمه بإعادة النظر في خط ظهره، ولعل مدربه الجديد الأرجنتيني دانيال آساد سيجد حلا لذلك بما يكفل له أن يدفع فريقه نحو مركز أفضل بكثير من مركزه الخامس حاليا.في المقابل فقد الاتفاق كثيرا من البريق في الآونة الأخيرة، ويبدو أن تركيزه على خوض نهائي البطولة الخليجية للأندية البطلة أمام الجزيرة الإماراتي في 24 و31 ديسمبر/كانون أول الجاري، جعله ينصرف قليلا عن الاهتمام بالدوري، فتراجعت نتائجه أخيرا وتأخر حتى المركز السادس بـ15 نقطة من 11 مباراة، فاز في 4 منها وتعادل في 3 وخسر 4، وسجل 16 هدفا واستقبلت شباكه 14.وفي موسمه الثاني في الأضواء نجح الحزم في الاطمئنان قليلا لحظوظه، واحتل المركز السابع برصيد 15 نقطة من 12 مباراة، وقد أقال مدربه البرتغالي خوسيه موريس عقب مباراته الأخيرة التي خسرها أمام الوحدة صفر/1، وتعاقد مع التونسي عمار السويح على أمل البقاء في مواقع الدفء.بدوره دفع الأهلي ثمن تغيير مدربيه، فبعد أن تخلى عن الألماني ثيو بوكير عاد ليسترد الصربي نيبوشا موسكوفيتش؛ لكنه لم ينجح في التقدم لمركز أفضل من التاسع برصيد 13 نقطة من 11 مباراة فاز في 3 منها وتعادل في 4، وخسر مثلها وسجل 13 هدفا واستقبل 15.وفي الطابق الثالث الأخير يبرز الوطني الذي يحتل المركز الثامن برصيد 15 نقطة من 11 مباراة؛ لكنه مؤهل للتراجع كثيرا بعد بداية مدوية، ويبدو أنه فقد زخمه وافتقد للنفس الطويل الذي تحتاجه المسابقة، ولذا يتوقع تراجعه.وتبدو فرق نجران العاشر بـ8 نقاط من 12 مباراة، والطائي الحادي عشر بـ7 نقاط من 10 مباريات، والقادسية الثاني عشر الأخير بـ5 نقاط، مهددة بشكل جدي في الهبوط، ولن تخرج هوية الهابطين لدوري الأولى عنها.المصدر