بنيتيث .. أهم الخاسرين من "الأحد الكبير"

من بين المديرين الفنيين الأربعة الذين قادوا فرقهم في "الأحد الكبير" في الدوري الإنجليزي كان الإسباني رافاييل بنيتيث مدرب ليفربول هو الخاسر الأكبر من تلك الجولة خصوصا وقد ابتعد فريقه عن الصدارة بفارق كبير من النقاط مما يتيح الفرصة لوقوع "طلاق" مرتقب بين المدرب وأصحاب أنفيلد.وشهد يوم "الأحد الكبير" حسب ما أطلقت عليه وسائل الإعلام البريطانية فوز مانشستر يونايتد على ليفربول بهدف نظيف على ملعبه وبين جماهيره، ثم انتصار أرسنال على ضيفه تشيلسي مما وضع المدفعجية والشياطين الحمر في مقدمة الترتيب بينما تأخر الحمر والزرق.ورغم خسارة تشيلسي مثل ليفربول لكن وضعية مدربه الإسرائيلي أفرام غرانت الذي جدد تعاقده حتى عام 2010 منذ أيام تختلف كثيرا عن وضع بنيتيث المحرج.وتسببت النتيجة في خروج ليفربول من المربع الذهبي وتراجعه إلى المركز الخامس بعد توقف رصيده عند 30 نقطة بفارق عشر نقاط عن القمة التي يحتلها أرسنال.وما زاد الطين بلة أن خسارة ليفربول جاءت في حضور مالكي الفريق الأمريكيين جورج جيليت وتوم هيكس الذين تواجدوا في ملعب أنفيلد بغية رؤية فريقهم يهزم مانشستر يونايتد للمرة الأولى منذ سنوات عديدة فجاءت الخسارة لتصدم الجميع.وكان بنيتيث قد دخل في حرب كلامية مع ملاك الفريق خصوصا توم هيكس بسبب الخلاف حول سياسة التعاقد مع لاعبين جدد.وعلى الرغم من إعلان المالكين الأمريكيين دعمهما للمدرب بعد الهزيمة لكن المؤكد أن أسهمه انخفضت بشدة وقد يكون الضحية الجديدة للخلاف مع مالك فريقه على ما حدث للبرتغالي جوزيه مورينيو المدير الفني لتشيلسي ومالك النادي الملياردير رومان أبراموفيتش، وكان الأخير يعلن دعمه للمدرب حتى قبل أيام من الإطاحة به.ولم تكن الصحافة البريطانية رحيمة ببنيتيث أيضا إذ انتقده العديد من محللي مباريات كرة القدم بسبب الخسارة وقال فيل ماكنولتي كبير محرري الرياضة في هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) في مقال حول مستوى ليفربول : "كشف اللقاء عن نقص واضح في الأفكار المبتكرة لدى الفريق لفتح دفاعات مانشستر يونايتد".ويبدو تحليل ماكنولتي صحيحا إذ شاهد الجميع كيف تراجع مانشستر يونايتد طوال الشوط الثاني للدفاع عن هدف الفوز فيما لم يملك لاعبو ليفربول إلا الكرات الطويلة.وأشار محلل (بي.بي.سي) إلى أن الكرات الطويلة كانت صيدا سهلا لمدافعين بحجم ريو فرديناند ونيمنايا فيديتش قلبي دفاع الشياطين الحمر وأن ليفربول افتقد للحلول المبتكرة خاصة في اللعب على جانبي منطقة الجزاء لخلخلة دفاعات مانشستر. عهود لم تتحقق بنيتيث .. أهم الخاسرين من "الأحد الكبير" Tor_070809_m

بنيتيث .. أهم الخاسرين من "الأحد الكبير" Tor_070809_m

وتعهد بنيتيث في بداية الموسم الجاري بإعادة لقب الدوري الإنجليزي إلى حوزة ليفربول الذي فشل في الفوز به منذ عام 1990 رغم كونه أكثر الأندية الإنجليزية تتويجا باللقب واشترط الحصول على مهاجم من طراز عالمي لتحقيق ذلك وهو ما توفر له بالتعاقد مع الإسباني فرناندو توريس مقابل 52 مليون دولار.وليس على سبيل المبالغة أن يرى بعض عشاق ليفربول أن لقب الدوري الإنجليزي أغلى الأن من الألقاب الأوروبية بعد أن طال انتظاره بعكس دوري أبطال أوروبا الذي فاز به الفريق مع بنيتيث عام 2005 أو كأس الاتحاد الأوروبي الذي فازوا به عام 2001 مع الفرنسي جيرار أولييه.ويبدو أن انتظار عشاق الحمر سيطول موسما أخر خصوصا وقد فشل فريقهم في الفوز على أرسنال ومانشستر يونايتد وتشيلسي رغم أنه واجههم على ملعبه ، كما مازال الفريق يفقد النقاط أمام الفرق الصغيرة مثلما حدث بهزيمته مؤخرا أمام ريدينغ.ويوم الجمعة المقبل تقام قرعة دور الستة عشر في دوري أبطال أوروبا وقد يجد بنيتيث فريقه صاحب المركز الثاني في مواجهة أحد أبطال المجموعات من الأندية غير الإنجليزية مثل إنتر ميلان أو ريال مدريد أو برشلونة أو ميلان مما يعني إمكانية خروجه مبكرا من البطولة التي وصل إلى دورها نهائي مرتين خلال الأعوام الثلاثة الماضية.وأشار ماكنولتي أيضا في مقاله إلى أن بنيتيث كان مقررا له أن يقابل جيليت وهيكس عقب مباراة مانشستر وأن فوزه باللقاء كان سيمنحه قوة تفاوضية كبيرة ليتحدث بها مع الرجلين الذين يدفعان راتبه لكن نتيجة اللقاء لابد أنها أضعفت موقف الرجل كثيرا.وقال جيليت في تصريحات أبرزها موقع ليفربول على الإنترنت لينفي خلافاته مع بنيتيث "أنا متزوج من 40 عاما وأعرف جيدا كيف أحل خلافا عائليا من هذه النوعية".وقد يبدو تصريح جيليت مطمئنا لأنصار بنيتيث لكن وفاء رجل الأعمال لزوجته ليس بضمان كاف لمستقبل المدرب الإسباني في أنفيلد خصوصا إذا وضعنا في الاعتبار المقولة الشهيرة "البعض يذهب للمأذون مرتين". المصدر