شبح الإخفاق يطارد الأفيال قبل غانا 2008

كوت ديفوار تحدث مفاجأة غير متوقعة تصيب الأفيال بالإحباط، ففي كأس الأمم الإفريقية 2006 التي أقيمت في مصر توفيت ابنة كابتن الفريق داندان أرونا اضطر لترك الفريق قبل انطلاق البطولة بأيام معدودة، وخيم الحزن والفأل السيئ على منتخب الأفيال، وفي مونديال ألمانيا 2006 أوقع القدر كوت ديفوار في مجموعة قوية مع الأرجنتين وهولندا وصريبا وتضاءلت أحلام المنتخب الإفريقي في التأهل للدور الثاني قبل بداية البطولة، وهو ما حدث بالفعل بعد نهاية تصفيات الدور الأول.

وقبل انطلاق كأس الأمم الإفريقية التي تستضيفها غانا في الـ20 من يناير الجاري، كان القدر بالمرصاد هذه المرة أيضا؛ حيث تعرض المنتخب الإيفواري لصدمة قوية أوهنت من طموحاته وآماله بالفوز بهذه البطولة بعدما اضطر الألماني أولي شتيليكه مدرب المنتخب الإيفواري الأول لترك معسكر الفريق الذي يقام حاليا في الكويت وسافر إلى ألمانيا لدخول ابنه في غيبوبة وتدهور حالته الصحية.

واعتذر الألماني شتيليكه للاتحاد الإيفواري لكرة القدم عن قيادة المنتخب في المعسكر، , وغالبا لن يستطيع قيادة الأفيال في هذه البطولة الإفريقية، واضطر الاتحاد الإيفواري لاستدعاء الفرنسي جيرار جيلي مدرب المنتخب الأوليمبي الإيفواري لقيادة الفريق بدلا من الألماني شتيليكه، الذي يعاني ابنه من مشاكل خطيرة في الجهاز التنفسي ويحتاج لزراعة رئة في أقرب وقت ممكن.

ولم يجد الاتحاد الإيفواري سوى جيلي لتولي هذه المسؤولية، خصوصا أنه نجح في الفترة الأخيرة في قيادة المنتخب الأوليمبي الإيفواري لأوليمبياد بيكين 2008 لأول مرة في تاريخه، وكان جيلي مساعدا لمواطنه هنري ميشيل الذي قاد المنتخب العاجي في البطولة الماضية بمصر عام 2006.

وسيطر شعور من عدم التفاؤل على الأفيال بعد هذا التغيير المفاجئ الذي سيؤثر سلبا على معونياتهم قبل انطلاق البطولة، وكانت كوت ديفوار كلها في حال فرحة عارمة بعد تأكد شفاء نجمهم الأول ديديه دروغبا لاعب تشيلسي الإنجليزي من الإصابة، ولكنهم صدموا بموقف أكبر وهو رحيل المدرب الألماني المفاجئ قبل البطولة بأيام.

وأكد العديد من الخبراء أن رحيل شتيليكه المفاجئ سيؤثر بالسلب على أداء الأفيال في هذه البطولة، خصوصا أنه يعلم جيدا إمكانيات كل لاعب في المنتخب الإيفواري وتابع كل لاعب مع فريقه.

الخلافات وعدم التأقلم

ويعاني المنتخب الإيفواري أيضا من مشكلة كبيرة وهي أن الـ23 لاعب التي اختارهم شتيليكه لقائمة المنتخب قبل اعتذاره محترفين في أوروبا، ما عدا لاعب واحد يلعب في كوت ديفوار، الأمر الذي سيصعب من تأقلم اللاعبين بشكل كبير في هذه البطولة.

ومن المشاكل التي يعاني منها أيضا الأفيال قبل غانا 2008 هو وجود مشاكل بين بعض اللاعبين والاتحاد الإيفواري لكرة القدم، مثل مارك زورو المحترف في بنفيكا البرتغالي الذي أكدت بعض الصحف الإيفوارية عن وجود خلافات بينه وبين بعض زملائه في المنتخب وبعض المسؤولين في الاتحاد، لكن اللاعب نفى مؤخرا وجود أي خلافات مؤكدا استعداده لتمثيل منتخب بلاده في أي وقت واستعداده لبذل أقصى مجهود لديه مع الأفيال للفوز بلقب بطل إفريقيا.

ويعول الإيفواريون حاليا على الفرنسي جيرار جيلي في الفترة المقبلة لتحقيق حلمهم في غانا 2008، بالرغم من وجود كل هذه التحديات التي تشكل ضغطا غير عادي على المدرب الفرنسي، وكان الأفيال وصلوا لنهائي 2006 في القاهرة وخسروا أمام الفراعنة بضربات الترجيح بعد التعادل سلبا في الوقتين الأصلي والإضافي.

ويقيم منتخب الأفيال معسكرا تدريبيا في الكويت وفي إسبانيا قبل انطلاق بطولة غانا، وستلعب الأفيال في المجموعة الثانية مع نيجيريا ومالي وبنين، وستكون أول مواجهة هي الأصعب مع نيجيريا في الـ21 من يناير/كانون الثاني الجاري بمدينة سيكوندي. المصدر