ثورة الجماهير تصيب 40 شرطيا .. ومطالبات بتأجيل الكاليتشو

يعقد اتحاد كرة القدم الإيطالي إجتماعا طارئا يوم الإثنين لمناقشة امكانية تأجيل الدوري المحلي لتنجب أعمال العنف التي اندلعت مؤخرا بين الجماهير وقوات الشرطة إثر مصرع أحد المشجعين ، فيما أعلنت الشرطة الإيطالية عن إصابة 40 من رجالها إثر اعتداءات انتقامية من الجماهير.

وصرح جيانكارلو ابيتي رئيس الاتحاد الإيطالي لوسائل الإعلام :" إنه يوم حزين آخر ومؤلم على الكرة في بلادنا وأرسل تعازي الحارة لأسرة ساندري ، وبناء على ما حدث قرر المجلس إقامة لقاء يجمع بين جميع الأطراف المشاركة في مسابقة الدوري."

وأوضح ابيتي أن الإجتماع سيناقش مصير مباراتي إنترميلان ولاتسيو ، آى سي ميلان وآطالانطا الذين تم تأجيلهما عقب إعتراضات الجماهير على مواصلة منافسات الجولة بسبب مقتل ساندري في نفس اليوم.

وكان اشتباكا بين أنصار فريقي لاتسيو ويوفنتوس قد أسفر عن مصرع جابريلي ساندري أحد جماهير نادي العاصمة إثر استقرار رصاصة من أسلحة رجال الشرطة في عنقه بطريق الخطأ مما أدى إلى ثورة الجماهير ومطالبتها بإيقاف بعض المباريات وهو ما تم بالفعل بتأجيل ثلاث مباريات.


هجمات انتقامية

وفي الوقت ذاته ذكرت وكالة أنسا الايطالية أن أعمال العنف امتدت إلى روما عندما هاجمت الجماهير الغاضبة مركزا لقوات الشرطة في الاستاد الأوليمبي مما أسفر عن سقوط 40 جريحا في صفوف رجال الأمن بالإضافة إلى الإعتداء على مقر اللجنة الأوليمبية الإيطالية المجاورة للملعب ، ورغم تأكيد القيادات الأمنية أن ماحدث كان عن طريق الخطأ إلا أن هذا لم يشفع لهم.

وفي تطور سريع للأحداث قامت مجموعة من المشجعين في مدينة ميلانو برشق رجال الشرطة بالحجارة، وفي سيينا هتفت أعداد من الجماهير ضد رجال الشرطة ووصفتهم بـ"القتلة"، فيما وقعت بعض أحداث العنف في مباريات دوري الدرجتين الثانية والثالثة في جنوب إيطاليا.

ورغم أن اسم الشرطي المتسبب في الحداثة تم التكتم عليه إلا إنه حرص على الدفاع عن نفسه في حديث إلى صحيفة " كوريرا ديلا سيرا" الإيطالية التي نقلت عنه تصريحاته دون ذكر اسمه وأكد فيها عدم تعمده إصابة ساندري، وإطلاقه رصاصتين لتفريق المشاغبين الأولى ضربها في الهواء ، والثانية خرجت عن طريق الخطأ أثناء هروبه في إتجاه مشجع لاتسيو.

ويخضع الشرطي في الوقت الحالي لتحقيق داخلي لمعرفة حقيقة ما حدث وذلك في محاولة لتهدئة الرأي العام الثائر من طريقة تعامل قوات الأمن مع الجماهير داخل الملاعب.


قلق برودي

ومن جانبه طلب رئيس الوزراء الإيطالي رومانو برودي الحصول على تقرير كامل عن تصرفات رجال الشرطة، ووصف أحداث الشغب بـ"الأمر المثير للقلق".

وعاد وأكد رئيس اتحاد الكرة أن مسابقة الدوري ستتوقف بسبب سفر المنتخب لمواجهة اسكتلندا يوم السبت في التصفيات المؤهلة لبطولة الأمم الأوروبية في سويسرا والنمسا 2008 ، وهو ما يمنحنا كثير من الوقت لنقرر ما سنفعله خلال الفترة المقبلة لضمان عدم تكرار هذه الأحداث.

وتمنى ابيتي أن ينجح المنتخب في مهمته أمام اسكتلندا لان خسارته تعني عدم التأهل لبطولة أوروبا وبالتالي يزداد التوتر السائد بين الجماهير الإيطالية الأمر الذي يؤدي لفقدان السيطرة على زمام الأمور.

وتباينت الآراء حول تأجيل بعض مباريات الجولة الـ12 عقب مقتل مشجع لاتسيو على يد الشرطة الإيطالية.

وأيد مدربا فريقي كاتنيا وتورينو قرار التأجيل بداعي أن الجماهير من المفترض أن تذهب للملاعب لكي تستمع بكرة القدم ، ولكن في مثل هذه الأحداث السيئة لن يكون المناخ متاحا للاستمتاع حيث يكون التفكير في ما حدث هو المسيطر على أجواء المدرجات.

وفي المقابل علق جانلويجي بوفون حارس يوفنتوس على مصرع مشجع لاتسيو قائلا :" ما حدث لا علاقة له بكرة القدم ويمكن أن يحدث في أي مكان آخر خارج ملاعب كرة القدم مثل الملهى الليلي ، وكل ما نحتاجه أن نجمع بين مجموعتين ذات اتجاهين مختلفين ثم يحدث اشتباك بينهم".