بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
ندعكم مع فصل جديد من هذه الرواية
البرازيل 1950خلال الحرب العالمية الثانية قام الرئيس التنفيذي للاتحاد الدولي لكرة القدم الايطالي اوتوريو باراسي بإخفاء كأس البطولة في صندوق لحفظ الأحذية تحت سريره , وبذلك نجا الكأس من السرقة على يد قوات الاحتلال .
التصفيات التأهيلية تحولت إلى مهزلة حقيقية بتأهل فرق ثم انسحابها , فمثلا انسحبت الهند من البطولة لأن الاتحاد الدولي لكرة القدم لم يسمح لهم باللعب ( حفاة الأقدام ) , وبالتالي شاركت فقط 13 دولة في المباريات النهائية .
عودة البطولة إلى الأضواء والضحية ....... ايطاليا : عادت بطولة كأس العالم , وعادت الأوروغواي إلى منصة التتويج بعد فوزها في النهائي ( الذي لم يكن بمثابة نهائي حقيقي ) .
وقبل الوصول إلى النهائي نتوقف عند لحظات من البطولة , فنلاحظ فوز أمريكا على انكلترا(1-0) في بيلو هوريزونتي , و تمكن الفريق السويدي( المكون من الهواة) من الفوز على حاملة اللقب ايطاليا (3-2) في ساوباولو .
لقد تم إتباع نظام الدوري في هذه النسخة من البطولة ( ولكن بشكل مصغر ), وقد انحصر اللقب في الدول الأربعة التالية أسماؤهم : البرازيل – اسبانيا – الأوروغواي – السويد . لقد احتاجت البرازيل إلى تعادل حتى تربح البطولة , لكن الأوروغواي تمكنوا من هزيمة فريق السامبا في عقر دارهم بنتيجة (2-1) أمام 174000 متفرج احتشدوا في ملعب ماراكانا الشهير .
عودة روح كرة القدم بعد الحرب العالمية الثانية :كان الاجتماع الأول للمسئولين في الاتحاد الدولي لكرة القدم بعد الحرب في 25 يوليو سنة 1946 تاريخيا لعد أسباب . أولا , منح رئيس الاتحاد التقدير لمحاولته إبقاء روح كرة القدم حية خلال الحرب العالمية , وقد تمت تسمية الجائزة باسم ( كأس جول ريميه ) .
بالإضافة إلى عودة الجمعيات البريطانية الرياضية إلى الأضواء بعد غيابها منذ عام 1929 .
وقد تم منح شرف استضافة البطولة إلى الاتحاد البرازيلي لكرة القدم لعام 1950 , وقد كان لأداء المنتخب البرازيلي في النسخة السابقة من البطولة دورا كبيرا في ذلك .
اثنا عشرة سنة مضت على البطولة السابقة التي أقيمت في فرنسا , وقد دخلت كرة القدم عصرا جديدا عندما أقيمت البطولة في ملعب ماراكانا الشهير القائم في( ريودي جانيرو) بالإضافة لعدة مدن برازيلية أخرى .
أضخم إستاد على وجه الكرة الأرضية :لقد غدت كرة القدم اللعبة الشعبية الأولى في البرازيل , لذا تقرر بناء ملعب جديد مع سعة تصل لــ ( 220000 )شخص في مدينة ريو دي جانيرو . بدأ العمل في الثاني من أغسطس عام 1948 . لقد كان موعد الانتهاء طموحا جدا بالنسبة للبرازيليين وقد قاموا بتقديم أقصى ما لديهم لكي يواكبوا الجدول المحدد . وقبل بداية البطولة بخمس أسابيع وجد المنظمون أنفسهم وسط مشكلة حقيقية , وقرر الاتحاد الدولي ( الفيفا ) إرسال رئيس الاتحاد الايطالي لكرة القدم ( اوتوريو باراسي ) , الذي كان له الفضل الأكبر في إنجاح البطولة التي استضافتها ايطاليا عام 1934 , لمعالجة المشكلة .
في 24 يونيو , تم افتتاح ملعب ماراكانا رسميا على الرغم من انه كان يبدو كورشة بناء ولم يحوي كذلك على جناح خاص للصحفيين . لكن الملعب كان جاهزا لاستضافة الفرق الــ ( 13) التي وصلت للنهائيات .
قسمت الفرق إلى أربع مجموعات ( مجموعتان تحوي كل منهما 4 فرق و مجموعة تحوي 3 فرق و الأخيرة تحوي فريقين فقط ) .
أمة بأكملها وقفت وراء منتخبها الوطني :بعد فوز سهل على المكسيك بنتيجة (4-0) , تعادل المنتخب البرازيلي مع المنتخب السويسري بنتيجة(2-2) وقد كان ذلك بمثابة مفاجأة للجميع .
يوغوسلافيا , التي فازت في أول مباراتين , كان يكفيها التعادل مع البرازيل حتى تتأهل , ولكن أمام 150000 مشجع برازيلي احتشدوا في الماراكانا تمكنت البرازيل من تحقيق الانتصار بنتيجة (2-0) . وبذلك تتأهل البرازيل مع 3 فرق أخرى هي اسبانيا , الأوروغواي و السويد , ولكن ليس إلى النصف نهائي , بل إلى دوري آخر بين الفرق الأربعة الذي شهد غياب مفاجئ لكل من ايطاليا و انكلترا .
بعد أسبوع ارتاحت فيه الفرق , كشر المنتخب البرازيلي عن أنيابه وسحق كل من السويد و اسبانيا بنتيجة (7-1) و (6-1) على التوالي .
لم يشك احد بان هذه السلسلة من الانتصارات الساحقة سوف تشمل منتخب الأوروغواي الذي تعادل مع اسبانيا ولم يبق له سوى أمل أن يحرز النقاط الثلاث كاملة في لقائه مع صاحب الأرض , بينما احتاج البرازيليون إلى نقطة التعادل لكي يتوجوا أبطالا على العالم .
في لقاء شهد حشدا جماهيريا لم يسبق له نظير , افتتحت البرازيل النتيجة في الشوط الأول . لكن اللاعبين كانوا متوترين و لم يقدموا الأداء الذي عرف عن راقصي السامبا مما سمح للفريق الخصم ( الذي لم ترهبه الحشود المتواجدة في الملعب ) بتحقيق التعادل .
وقبل 11 دقيقة على نهاية المباراة , سجل منتخب الأوروغواي هدف الفوز الذي كان بمثابة طعنة سكين في قلوب البرازيليين .
الأمة البرازيلية بأكملها أحبطت وأعلنت الحداد على لقبها الضائع . حتى المنظمون البرازيليون نسوا أن يقدموا الكأس للفريق الفائز , مما حدا بجول ريميه بان ينزل على درجات الملعب الكبير لكي يتوج قائد منتخب الأوروغواي بالكأس الغالي .
ويبقى للبرازيل أن تعزي نفسها كون البطولة كانت قصة نجاح باهر (كرويا واقتصاديا) .
لقد دخلت كرة القدم في عصر جديد .......
المنتخبات المشاركة من قارة أوروبا ايطاليا ( حاملة اللقب )
اسبانيا
انكلترا
السويد
يوغوسلافيا
سويسرا
من قارة امريكا اللاتينيةالبرازيل ( الدولة المضيفة )
البراغواي
الأوروغواي
بوليفيا
التشيلي
من قارة أمريكا الشماليةامريكا
المكسيك
بــــــــــوســــــــــتــــــــــر الــــــــــبــــــــــطــــــــــولــــــــــة
هل كنت تعلم ؟
1 – الفريق اليوغوسلافي الذي شارك في البطولة تكون من 22 لاعبا جميعهم يلعبون لأربع اندية فقط من يوغوسلافيا هي : ريد ستار بلغراد – بارتيزان بلغراد- هاجدوك سبليت – دينامو زيغريب .
2 – خلال ظهوره التاريخي في بطولة كأس العالم تمكن اللاعب الشاب روبين موران ذو التسعة عشر عاما من إحراز هدف الفوز لمنتخب الأوروغواي على البرازيل ليتوج فريق بلاده بالذهب .
3 – فريدي بيكيل لعب مع منتخب بلاده سويسرا في لقائهم أمام يوغوسلافيا وذلك بعد 12 سنة و13 يوم منذ آخر ظهور له في المسابقة .
4 – بعد فوز المنتخب الأمريكي على انكلترا بنتيجة (1-0) والذي سبب استياء كبيرا بين الأوساط الانكليزية , أعلنت إحدى الصحف البريطانية أن نتيجة المباراة جاءت لصالح الفريق الانكليزي بنتيجة (1-10) , وذلك عائد طبعا لخطأ في الطباعة .
5 – اسكتلندا رفضت المشاركة في البطولة بسبب عدم تحقيقها للقب البطولة البريطانية , بينما انسحبت الهند من البطولة لان المنظمين لم يسمحوا لهم باللعب وهم حفاة !!!!
المصدر : موقع الفيفا الرسمي